top of page

ما هي المؤشرات الجغرافية

image.png

المؤشرات الجغرافية (GI) هي علامات تُستخدم على السلع التي لها منشأ جغرافي محدد وتتمتع بصفات أو سمعة تعود إلى ذلك المنشأ. في الغالب، تتكون المؤشرات الجغرافية من اسم مكان المنشأ. الصفات الخاصة المرتبطة بها تكون نتيجة لعوامل طبيعية أو بشرية محلية. وبالتالي، تمثل المؤشرات الجغرافية أصلاً جماعياً مرتبطاً بالتراث والسمعة المحلية. تُحمى هذه التسميات بموجب قوانين الملكية الفكرية، اتفاقية منظمة التجارة العالمية بشأن الجوانب التجارية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية (اتفاقية تريبس) واتفاقية جنيف لنظام لشبونة بشأن تسميات المنشأ والمؤشرات الجغرافية.

 

 IPotencia كيف تدعمك

مع خبرة تمتد لأكثر من عشرين عاماً ودكتوراه في المؤشرات الجغرافية من فرنسا، تُعد د. دينا وهبه، مؤسسة                ، واحدة من أبرز الخبراء في هذا المجال

 

. تقدم د. دينا استشارات متخصصة في الجوانب القانونية والفنية، وبرامج تدريبية للمؤسسات الحكومية والخاصة والمنتجين، مستندة إلى تجربة ميدانية واسعة ومعرفة عميقة بالتحديات والفرص على المستويين الوطني والدولي. خلال مسيرتها المهنية، ساعدت العديد من الدول والمؤسسات على بناء وتطوير أنظمة المؤشرات الجغرافية الوطنية، وتنظيم برامج تدريبية متقدمة تهدف إلى تمكين الكوادر وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.

IPotencia

مقالات

حكايات من الميدان

image.png

​​تين دحبة

قصة تينة دجبّة الاستثنائية

في قلب الطبيعة الخلّابة التي تحتضن قرية دجبّة، تنمو تينة فريدة من نوعها، تينة دجبّة، التي اكتسبت

شهرتها بفضل تقنيات زراعة متوارثة عبر الأجيال. وسط هذا الإطار الأخضر، تُزرع أشجار التين في تربة غنية، تحت مناخ معتدل تغمره أمطار متكرّرة، مما

يخلق بيئة مثالية لإنتاج تين عالي الجودة ومذاق لا يُضاهى

ليست زراعة التين مجرّد نشاط زراعي في دجبّة، بل هي جزء لا يتجزأ من هوية المجتمع وتراثه الثقافي. فلا تخلو مزرعة من شجرة التين، حيث ترتبط هذه الزراعة بعادات وتقاليد سكان المنطقة. وتُعدّ ثمار التين المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة إلى معظم أهالي القرية.

على مرّ العصور، تناقلت عائلات دجبّة خبرة فريدة من نوعها في زراعة التين، قائمة على تقنيات تقليدية تراعي البيئة وتحافظ عليها. بكل حبّ واعتزاز، يعتني الفلاحون بأشجارهم ويقطفون الثمار كما كان يفعل أجدادهم، مستخدمين سلالاً يدوية الصنع، نسجها سكان القرية بعناية

لكن ما يجعل تينة دجبّة أكثر تميزاً هو وفرة المياه التي ترويها. فمنذ القِدم، يعتمد المزارعون على نظام ريّ عريق؛ إذ تنساب المياه العذبة من قمّة جبل قورا عبر شبكة معقّدة من القنوات. تدير هذه المياه وتوزّعها جماعة المزارعين بروح من التعاون والتضامن، لضمان حصول كل شجرة على حصّتها من الريّ. وتغذي خمس ينابيع طبيعية حدائق دجبّة بهذه
المياه النقية، لتمنح ثمار التين طابعها المميّز

هكذا تستمرّ هذه القصة الجميلة: قصة تينة دجبّة، التي تجمع بين الطبيعة، التراث، والإبداع البشري، لتقدّم للعالم ثمرة تنبض بجذور الأرض وروح الأجداد.

image.png

دقلة نور الجزائر 

قصة دقلة نور: جوهرة الصحراء الجزائرية

في أعماق واحات الصحراء الجزائرية، تحت شمس دافئة تملأ السماء صفاءً، تنضج واحدة من أثمن ثمار الأرض: دقلة نور، ملكة التمور، وجوهرة الرمال.

ليست دقلة نور مجرد تمرة، بل هي ثمرة تراث عريق، ونتاج قرون من المعرفة الفلاحية المتوارثة. موطنها الأصلي واحات بسكرة، ووادي سوف، وورقلة، ومناطق أخرى من الجنوب الجزائري. هناك، في هذه الواحات، طوّر الفلاحون علاقة خاصة مع شجرة النخيل — علاقة تقوم على الصبر، العناية، والحب العميق للطبيعة.

ما يميز دقلة نور عن سواها هو لونها الذهبي الشفاف، وقوامها الرقيق الذي يكاد يُرى النور من خلاله — ومن هنا جاء اسمها: دقلة نور، أي تمرة النور. مذاقها متوازن بين الحلاوة المبهجة والنعومة، مع لمسة كراميلية طبيعية لا تُقاوم.

وراء كل ثمرة دقلة نور، حكاية صبر واعتناء: تُروى النخيل بمياه الواحات النادرة، ويُراقَب نضج التمر بعناية كبيرة. عند حلول موسم الجني، يصعد الفلاحون إلى أعالي النخيل — وهي لحظة احتفالية في الواحات — ليقطفوا التمر بأيدٍ خبيرة، كما فعل أجدادهم من قبل.

يمثل هذا المنتج ليس فقط مصدر دخل أساسي للعديد من العائلات الصحراوية، بل هو رمز للهوية الجزائرية وللارتباط العميق بين الإنسان والأرض. وقد حصلت دقلة نور الجزائرية على مؤشر جغرافي محمي (GI)، يُصون أصالتها ويُكرّس الاعتراف العالمي بقيمتها وجودتها.

اليوم، تُصدّر دقلة نور إلى مختلف أنحاء العالم، حاملة معها قصة الشمس، والرمل، واليد التي ترعى، وروح أرض الجزائر. في كل قضمة، يحسّ المتذوق دفء الصحراء، ونقاء التقاليد، وروعة الطبيعة.

هكذا، تواصل دقلة نور رحلتها: من قلب النخيل إلى موائد العالم، سفيرة الجزائر، وحكاية نورٍ لا ينطفئ​​

image.png

تمر السعودية
قصة التمر السعودي: من قلب النخلة إلى موائد العالم

في قلب الجزيرة العربية، حيث الصحراء الواسعة تروي حكايات الزمن، تقف النخلة شامخة — رمزاً للحياة، والصبر، والكرم. ومن هذه النخلة المباركة، يُولد كنز من كنوز الطبيعة: التمر السعودي

 

ليس التمر في السعودية مجرّد غذاء؛ بل هو جزء من الهوية، وتراث ضارب في الجذور. منذ آلاف السنين، كان التمر رفيق القوافل، وزاد المسافر، وعنوان الضيافة في بيوت العرب. ولا عجب أن يُذكر في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة كغذاء مبارك

 

تنتشر زراعة التمر اليوم في مختلف مناطق المملكة، ولكل منطقة طابعها الخاص، ولكل صنف حكاية. من القصيم وتمرها الشهير، إلى المدينة المنورة حيث تُزرع عجوة المدينة المباركة، إلى الأحساء التي تُعدّ من أكبر واحات النخيل في العالم، حيث تنمو أصناف مثل الخلاص والرزيز والشيشي.

 

يمرّ إنتاج التمر السعودي عبر مراحل دقيقة: من الزراعة، إلى الخدمة اليدوية للنخيل، إلى الجني التقليدي حيث يصعد الفلاحون إلى أعالي النخيل في مشهد يُعيد رسم لوحة الأصالة والترا.

 

يمثّل التمر السعودي اليوم رمزاً عالمياً للجودة. بفضل برامج الجودة والتطوير، وحصول العديد من الأصناف على اعترافات رسمية (مثل عجوة المدينة ذات المؤشر الجغرافي المحمي)، أصبح التمر السعودي يُصدّر إلى أكثر من 100 دولة حول العالم

 

وراء كل تمرة سعودية قصة: قصة أرض كريمة، ويد خبيرة، وشجرة تعطي بلا حدود. في كل قضمة، يستشعر المتذوق عبق الصحراء، ودفء الشمس، وأصالة الإنسان العربي.

 

اليوم، يواصل التمر السعودي رحلته — ليس فقط كغذاء غني بالقيم الصحية — بل كسفير للثقافة السعودية، وحكاية متجددة بين الماضي والمستقبل.

image.png

كيليشي نيجر

قصة كيلشي النيجر: حين يتحوّل اللحم إلى كنز من النكهات

في قلب النيجر، تحت شمس السافانا الذهبية، يُحضَّر أحد أكثر المنتجات التقليدية شهرة وتميّزاً في المنطقة: كيلشي (Kilishi). ليس مجرّد شرائح لحم مجففة، بل هو تعبير عن فن الطهو الإفريقي، وحكاية حب بين الأرض، والتقاليد، والمجتمع.

 

ترجع أصول كيلشي إلى عادات الرحّل ومجتمعات الرعاة في النيجر ومنطقة الساحل. في بيئة حيث كان الحفاظ على الغذاء ضرورة حيوية، طوّرت الأجيال أسلوباً فريداً لتحويل اللحم الطازج إلى منتج طويل الحفظ ولذيذ، يمكن حمله بسهولة في السفر الطويل.

 

واليوم، لا تزال قرى النيجر تحتفظ بهذا الفن العريق. يُختار اللحم بعناية — غالباً لحم البقر أو الجمال، من حيوانات رُبّيت في مراعي طبيعية شاسعة — ثم يُقطَّع إلى شرائح رقيقة. بعدها تُغطّى الشرائح بمزيج غني من التوابل المحلية: الفلفل الحار، الزنجبيل، الثوم، الملح، أحياناً الفول السوداني المطحون، وغيرها من المكونات السرّية التي تختلف من عائلة إلى أخرى.

 

ثم تُجفَّف الشرائح تحت أشعة الشمس القوية، في عملية دقيقة تراقبها الأعين الخبيرة. هذه المرحلة ليست مجرد تجفيف؛ بل هي لحظة "التحوّل السحري"، حين تتفاعل النكهات مع اللحم، وتتشكل القوامات والنكهات المميزة.

 

كيلشي ليس غذاءً فحسب — إنه منتج تراثي يحمل روح المجتمع. في الأعياد، في الأسواق، في المناسبات الكبرى، تجتمع العائلات لتحضير الكيلشي أو لتذوقه. يحمل معه رمزية الكرم، وحسن الضيافة، والارتباط بالأرض.

 

ومع مرور الزمن، بدأ كيلشي النيجر يكتسب شهرة تتخطّى الحدود. وهو اليوم من المنتجات المرشّحة لحمل مؤشر جغرافي محمي (GI)، لحماية أصالته ومنح الاعتراف الرسمي للمهارات التقليدية الكامنة وراءه.بهذا، يستمر كيلشي النيجر في سرد قصة من عبق الأرض والنكهات، قصة تقاوم الزمن، وتربط الأجيال بتراثهم العميق.

image.png

غرويير السويسري

قصة جبن غرويير الملهمة
 

في المروج الخضراء المتدرجة في قلب غرب سويسرا، بين كانتونات فريبورغ وفو ونوشاتيل
وجورا،يُصنَع منذ قرون جبنٌ يحمل طابعاً فريداً ومذاقاً استثنائياً: إنه جبن غرويير

يحمل هذا الجبن علامة التسمية المحمية للأصل (Appellation d'Origine Protégée - AOP)، وهي حماية جغرافية تضمن أن يُنتَج جبن غرويير حصراً في هذه المنطقة، وفق طرق
تقليدية صارمة متوارثة عبر الأجيال
.

تلعب طبيعة الأرض دوراً أساسياً في تشكيل هوية جبن غرويير. إذ ترعى الأبقار في مراعي الألب وما قبل الألب، الغنية بالأعشاب والزهور، مما يمنح الحليب نكهات زهرية دقيقة. ويُحوَّل هذا الحليب يومياً إلى جبن في الأجبان المحلية — دون أي إضافات، وبحرفية خالصة

يمتد ارتباط سكان المنطقة بجبن غرويير عبر التاريخ. فقد بدأ إنتاجه في المنطقة منذ القرن الثاني عشر، مع توثيق كتابي يعود إلى عام 1115. ومنذ ذلك الحين، توارث الجبّانون خبرة التصنيع بفخر وحرص كبير
 

واليوم، لا تزال طرق الإنتاج التقليدية تُتبع بدقة: يُسخَّن الحليب بلطف، ثم يُخمَّر، وتُضغط الخثرة في قوالب كبيرة. يزن كل قرص جبن نحو 35 كيلوغراماً ويُختم بعلامة AOP المميّزة. يُنضَّج الجبن في أقبية خاصة ضمن بيئة مضبوطة لمدة لا تقل عن 5 أشهر، وغالباً ما تُترك الأقراص لتنضج حتى 18 شهراً للحصول على نكهات معقدة وغنية
 

يتميّز جبن غرويير بقوامه الكثيف الكريمي، الخالي من الثقوب (أو مع شقوق صغيرة جداً)، وطعمه المتوازن الذي يجمع بين الحلاوة والملوحة، مع لمحات جوزية شهية

وراء كل قرص من أقراص غرويير تقف مجتمعات كاملة من المزارعين، والجبّانين، وخبراء تنضيج الأجبان (Affineurs). فالتعاون المتين بينهم، المتجذر في قرون من التقاليد، هو ما يضمن أن كل قرص يحمل روح المنطقة وثقافتها
 

من خلال حماية غرويير AOP، تُصان هذه الثروة الثقافية، ويُضمَن أصالة المنتج للمستهلكين حول العالم، مع الحفاظ على هذا التراث الفريد للأجيال القادمة.

image.png

خشب التويا المغرب

قصة خشب التويا المغربي: عبق التراث وروح الطبيعة

في قلب جبال الأطلس وسهول المغرب العتيقة، تنمو واحدة من أندر وأجمل الأشجار في العالم: شجرة التويا (Thuya)، المعروفة علمياً باسم Tetraclinis articulata. ومن خشبها العطر تُصنع تحف فنية تحمل عبق التاريخ وروح الصنعة التقليدية
 

خشب التويا ليس كغيره من الأخشاب؛ فهو خشب ثمين، ذي لون بني ذهبي دافئ، غني بالعروق الطبيعية المتشابكة. يمتاز بصلابته الفائقة، ورائحته العطرية المميزة التي تدوم طويلاً، مما جعله منذ قرون يُعدّ مادة محببة لصناعة الأثاث الفاخر، والصناديق، والأدوات الفنية

ينمو التويا في مناطق محدودة جداً في العالم، والمغرب هو موطنه الأهم والأكثر شهرة، خصوصاً في منطقة الصويرة وحولها، حيث تتجذر هذه الصناعة في قلب المجتمع المحلي

منذ مئات السنين، أتقن الحرفيون المغاربة فن تحويل خشب التويا إلى قطع فنية لا مثيل لها. ويُعدّ العمل في هذا الخشب فناً يتطلب صبراً، ومهارة دقيقة، وإحساساً عالياً بجمال الخامة الطبيعية. كل قطعة تُصنع باليد، وتُصقل بعناية لإبراز جمال العروق الطبيعية الفريدة التي لا تتكرر من قطعة لأخرى.

لا يُعدّ خشب التويا مجرّد مادة أولية، بل هو جزء من التراث الثقافي المغربي. في ورش صغيرة داخل الأزقة العتيقة في الصويرة ومدن الأطلس، تجد الحرفيين ينحتون ويشذّبون الخشب بأدواتهم اليدوية، ينقلون المعرفة التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.

اليوم، تُعدّ منتجات خشب التويا سفيراً للهوية المغربية في العالم. فهي تجمع بين جمال الطبيعة وحرفية الإنسان، وتروي قصة أرض عريقة وشعب مبدع

ومع ازدياد الاهتمام العالمي بالمنتجات المستدامة والصناعات اليدوية، يعمل العديد من الحرفيين المغاربة والمبادرات المحلية على تعزيز استدامة استغلال شجرة التويا، عبر احترام دورات التجديد الطبيعي للشجرة وحماية هذا المورد الفريد للأجيال القادمة

هكذا يستمر خشب التويا المغربي في إبهار العالم، ليس فقط بجماله الأخّاذ، بل بما يحمله من قصة حب بين الإنسان والطبيعة، وبين التراث والابتكار

القاونين

القانون التونسي - المؤشرات الجغرافية

القانون رقم 17.97 المتعلق بحماية الملكية الصناعية

قانون العلامات التجارية 1953 الأردن وفلسطين

دفاتر شروط

وثيقة جنيف لاتفاق لشبونة بشأن تسميات المنشأ والمؤشرات الجغرافية

دفتر شروط  زيت القضوم خبير ومقعد

اتفاق لشبونة بشأن حماية تسميات المنشأ وتسجيلها على الصعيد الدولي

اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية

bottom of page